مساهمة عمر رمضان / ضابط جيش التحرير الوطني بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال
كومندو جمال.. في جبال الونشريس وعمرونة والدوي والظهرة
وددت بمناسبة الذكرى الـ 50 لاستقلال بلادنا، أن أستعرض بعض الأعمال الحربية لكومندو جمال، هذه الكتيبة الخاصة لجيش التحرير الوطني المعروفة بمسارها المجيد (1). ورد ذكر هذه الوحدة القتالية للولاية الرابعة أثناء النقاش الحماسي الحاد الذي أثاره كتاب الدكتور سعيد سعدي، حول حياة العقيد عميروش واستشهاده إلى جانب العقيد الحواس، وماتبع ذلك من حجز مشين لرفاتهما طيلة سنوات بعد الاستقلال
.
لم يكن كومندو جمال أثناء أداء مهمته بالولاية السادسة بعيدا فعلا عن جبل ثامر، مكان استشهادهما في 28 مارس 1959. فقد كانت عناصر من الكومندو هي أول من وصل جبل ثامر ونقل ما حدث.
لقد قاوم العقيدان مع المجموعة المرافقة القليلة (حوالي 20 مقاتلا ) مقاومة بطولية، قبل سقوطهم تحت وابل من النيران ورصاص جحافل المهاجمين، وقد تمكنوا مع ذلك من إلحاق خسائر باهظة بالعدو، بما في ذلك إسقاط طائرة .
وكنا قدمنا عند نشر شهادتنا قبل أكثر من سنتين (2) بعض الافتراضات حول الملابسات التي تكون سمحت للجيش الفرنسي، أن يحدد مكان عميروش والحواس، ومن ثمة تطويقهما.
ونأمل أن يؤدي فتح المحفوظات الفرنسية حول حرب الجزائر قريبا، إلى تسليط الضوء على هذا الحدث، أسوة بأحداث تاريخية أخرى في حربنا التحريرية.
فبعد أن نشرنا شهادتنا حول كومندو جمال بالولاية السادسة (تحت عنوان كومندو جمال في الأطلس الصحراوي (3)) مابين فبراير وأوت 1959، تلقينا من رفاق في جيش التحرير، وبعض الأصدقاء والشباب، تشجيعا بالكتابة عن الكومندو في الولاية الرابعة ذاتها.
وهذا ما نشرع فيه ابتداء من اليوم، بتناول أعمال الكومندو وبطولاته خلال سنة 1957، على امتداد المنطقة الثالثة من الولاية: جبال الونشريس وثنية الحد وعمرونة والدوي والظهرة.. كانت الولاية الرابعة في تلك السنة غداة مؤتمر الصومام تضم 3 مناطق فقط.
وقد تم تعديل هذا التقسيم لاحقا أكثر من مرة:
- إنشاء منطقة رابعة منذ يونيو 1958، بتقسيم المنطقة الثالثة إلى اثنتين؛
- إضافة منطقة خامسة سنة 1959، تضم جزءا من الهضاب العليا الوسطى؛
- استحداث منطقة سادسة (العاصمة- الساحل) بعد إعادة الجزائر إلى الولاية الرابعة (4)، بقرار من الحكومة المؤقتة سنة 1960. غير أن الوحدات الخاصة ظلت ثلاثا فقط:
كومندو علي خوجة بالمنطقة الأولى، كومندو سي محمد بالثانية، كومندو جمال بالثالثة.
هذه الوحدات المسلحة تسليحا جيدا هي التي كانت تنفذ أكثر العمليات إثارة، وكان البطل علي خوجة هو الذي قاد أول كومندو، وكان يتكون يومئذ من فصيلة واحدة.
كان علي خوجة قد التحق بجيش التحرير سنة 1956، بعد فراره من ثكنة بلكور حاملا معه رشاشا ثقيلا، ومالبت أن حدث بينه وبين سي لخضر (رابح مقراني) تنافس إيجابي: أيهما ينفذ أنجح العمليات ويغنم أكبر كمية من الأسلحة (5)؟
فقد أصبحت مناطق مثل تابلاط، الأخضرية، جرّاح، المالح، بوسكن، زبربر، أولاد موسى، أم الزوبية، بني خلفون وغيرها.. مسرحا لعمليات ناجحة ومثيرة.
كانت "عصابة المناديل الخضراء" - كما كانت الصحافة الاستعمارية تسمي رجال علي خوجة، - تقيم الحواجز على طريق الجزائر - الأخضرية في وضح النار، وكانت هذه العمليات تكتسي طابعا عسكريا، وفي نفس الوقت طابعا إشهاريا ودعائيا لجيش التحرير الوطني.
كان لخضر وعلي خوجة يأسرون جنودا فرنسيين، فيسمحون لهم بمراسلة عائلاتهم قبل الإفراج عنهم، وكان لشهادتي المجندين ميشال ريس وبول فيلا صدى كبيرا، عند عودتهما إلى فرنسا.
في 4 أوت 1954 وقعت المعركة الكبرى بجبال بوزڤزة، حيث تصدى كومندو علي خوجة بقيادة سي عزالدين للوحدات الفرنسية التي داهمت المنطقة بكثافة، بقيادة عدد من الجنرالات، من بينهم ماسور والار وڤراسيو، وقد ألحق بهم هزيمة موجعة، وغنم عشرات الأسلحة الآلية، كل ذلك مقابل جريح واحد في صفوفه.
كانت مهمة هذه الوحدات الخاصة عسكرية بالأساس، لكنها كانت إلى جانب ذلك بمثابة مدارس لتكوين الإطارات أيضا، حيث يتلقى الجنود تكوينا مستمرا على الصعيدين السياسي والعسكري، ويقوم بهذه المهام محافظ سياسي ومدرب من عناصر الكومندو ذاته، وكان هدف هذا التكوين المتواصل هو توسيع معارف الجنود، والإلمام أكثر بأهداف الكفاح المسلح، والغاية من وجودهم في جيش التحرير، وكانت حلقات التكوين تقام عند كل توقف بالمراكز أو الملاجئ.
وكانت الإطارات والجنود تستعمل كتابين للتكوين:
- الأول بعنوان: "من الحرب إلى الحرب الثورية" للرائد سي لخضر (1957).
- الثاني بعنوان "دليل الفدائي" (1960) للرائد سي محمد بونعامة قائد الولاية، هذا الدليل الذي كان سي امحمد بوڤرة قد وضع صياغته الأولى.
كان الكتاب الأول موجها أساسا إلى الوحدات المقاتلة، من كتائب وفصائل وأفواج.
ويتناول تقنيات الحرب الثورية التي قام بها جيش التحرير الوطني في مختلف أشكالها، واختيار التشكيلات المناسبة للتحرك حسب تنوع طبيعة الميدان.
وكيف ينظم الهجوم، وأحسن الشروط لتنفيذ كمين ناجح كل النجاح (مفاجأة، كثافة النيران، سرعة التنفيذ)، وغنم الأسلحة، والانسحاب بدون خسائر..
- وكان الكتاب الثاني موجها للإطارات، لمساعدتها على تنظيم صفوف الأنصار في الوسط الحضري أو شبه الحضري. ويبين الكتاب النظام المناسب، ويعدد القواعد السرية التي ينبغي مراعاتها، والسر الذي يجب حمايته خلال الاتصالات.
ويذكر الكتاب الجندي بقواعد الانضباط في جيش التحرير الوطني، وواجب التعلم والتكوين وأهداف كفاحنا ومضمون استقلالنا.
وتستعين قيادة المنطقة بقيادة الولاية بانتظام، وبإطارات الكومندو لتولي مسؤوليات، كقاعدة لكتيبة المنطقة، أو عضوية مجلس الناحية، بل عضوية مجلس المنطقة برتبة ملازم أول.
ويختار الكومندو بدوره لاستكمال تعداده وتعويض خسائره، أحسن العناصر من صفوف كتائب المناطق.. وإذا كان الكومندو يتمتع بسمعة كبيرة وسط جنود جيش التحرير والمواطنين، فإن هذه الكتائب لم تكن أقل بطولة، وكان العدو يخشاها بنفس الدرجة.. من هذه الكتائب التي أنجزت العديد من العمليات الناجحة نذكر: الزبيرية (منطقة المدية)، الحسنية (عين الدفلى - ثنية الحد)، الحسينية (زكار)، الحمدانية (شرشال)، الحميدية (تنس).. وهذا ما يفسر لماذا جعلت عمليات شال للجيش الفرنسي ابتداء من ربيع 1959 على رأس أهدافها تدمير هذه الكتائب، باعتبارها رأس الحربة لقوات جيش التحرير الضاربة.
فالكتائب كانت خفيفة سريعة الحركة، من الصعب حصارها. وكانت تفاجئ العدو ثم تنسحب بسرعة، قبل أن تختفي بعيدا جدا عن أماكن العمليات، لقدرة عناصرها على المشي مسافات طويلة.
في مارس 1957، كان كومندو جمال بالناحية الرابعة (ثنية الحد) بالقرب من جبال عمرونة، إحدى قلاع جيش التحرير، يتحفر لنصب كمين بالقرب من "ماربو" (الكروش، طارق ابن زياد حاليا (6))، يستهدف قافلة عسكرية عائدة إليه، بعد المشاركة في عملية "تهدئة" في ضواحي دوار تاغليسية، حيث قام الجيش الفرنسي بحرق وتدمير عدد من المشاتي.
تتكون القافلة من ناقلتين وعربتين نصف مجنزرتين، واحدة في الأمام وثانية في الخلف.
سمح لنا استطلاع المكان باختيار الموقع المناسب، للانتشار والمكمون على حافة الطريق.
الموقع عبارة عن مرتفع يمتد على طول 150 إلى 200 متر، بجانب مقطع من طريق محفوف بالأشجار.
تطل القافلة من منعرج على يسارنا وهي قادمة من تاغليسية، لتسلك خطا مستقيما على امتداد مئات من الأمتار، قبل الوصول إلى منعرج ثان على اليمين، بحيث لا يمكن أن نراها بعده، وكنا نحتمي في موقعنا بأحراش كثيفة، تحول دون اكتشافنا.
لم نضرب القافلة صباحا عندما كانت تتجه إلى تاغليسية، لننتظرها في طريق العودة بعد الظهر، فمن المحتمل أن يكون جنود القافلة أقل يقظة، لاعتقادهم أن الطريق آمن، طالما أن ذهابهم مر بسلام، فالكومندو مثل أي وحدة في جيش التحرير يفضل تأخير مواجهة العدو قدر الإمكان - الوقت الثاني لذلك سويعات قبل حلول الليل - حتى لا يتمكن من متابعتنا واللحاق بنا، لأن ظلام الليل سرعان ما يداهمنا ويلفنا، فننسحب بذلك بسلام.
كان على رأس الكومندو سي نور الدين وهو مجاهد من مغنية لم نتمكن من معرفة هويته الحقيقية للأسف، عرفنا فقط أنه مساعد أول سابق بالجيش الفرنسي، في أكتوبر 1956 من حامية حمام ريغة رفقة عريف وعريف أول، كان ذلك أثناء عملية لجيش التحرير، تستهدف الاستيلاء كل ما في مخزن الحامية من أسلحة، بتواطؤ سي نور الدين الذي تمكن من تحييد الحارس الأول، لكن أخفق مع الثاني الذي تمكن من إعطاء إشارة الإنذار ومع ذلك تمكن ورفيقاه من الهروب بأسلحتهم والالتحاق بجيش التحرير.
ما لبت سي نورالدين أن أصبح مرشحا عسكريا في قيادة الناحية الثانية (تنس)، قبل استشهاده في الغارة على المركز العسكري بالعواشرية (بني حواء، فرنسيس ڤرنيي سابقا) في 17 ديسمبر 1957.
سارع كل واحد منا إلى موقعه بمجرد ظهور القافلة. وبعد انتظار بدا طويلا اقتربت لتدخل دائرة الكمين.
وكانت المفاجأة وجود ناقلة واحدة بين المجنزرتين.. بعد لحظة من التردد والتأكد من عدم وجود ناقلات أخرى، جاءت الإشارة من الجندي المكلف بإطلاق النار، أطلقنا النار جميعا في لحظة واحدة مستهدفين جنود العدو؛ بينما كلف البعض بتصويب نيرانهم نحو السائقين.. كانت نيراننا قوية مما أدى إلى انقلاب الناقلة وجنوحها بالجهة المقابلة من الطريق..
في حين تمكنت مجنزرة المقدمة من الخروج من الكمين، بعد أن زاد سائقها في السرعة عند الطلقات الأولى، وقد توقفت بعيدا وأخذت تصلنا من رشاشها الثقيل، وقد رد عليها رامي رشاش "ويليس" الذي تموقع في مرتفع وراءها بزخة طويلة، جعلتها تتوقف عن إطلاق النار، وتزيد السرعة لتختفي وراء المنعرج.
أكمل جنودنا المهمة بغنم جميع الأسلحة الفردية (27 قطعة)، لكن وجدنا صعوبة في انتزاع الرشاشين الثقيلين المثبتين في مقدمة المجنزرة، إلى أن وجد عبد الكريم الحل، بانتزاع القطعة التي تشدهما بالعربة وكان الرشاشان عبارة عن 12 / 7 و 30 من صنع أمريكي.
استغرق الكمين بضع دقائق، وكلل بالنجاح، عدا "خسارة" المجنزرة الثانية التي أفلتت من قبضتنا لم تسجل أي خسارة في صفوفنا لاستيفاء شروط نجاح الكمين: المفاجأة، كثافة النيران، سرعة التنفيذ.
انسحبنا إلى سيدي سعيد حيث توقفنا لحظة، قبل الالتحاق بقلعة جيش التحرير عمرونة وبعد التوتية قطعنا طريق الشلف - موليار (بونعامة)، لنتوغل في غابات جبال الونشريس الكثيفة، وفي ختام مشوارنا الذي استغرق ثلاثة أيام من المشي - أو الأصح ثلاث ليال - ها نحن في أولاد المبان بباب البكوش، ملتقى وحدات جيش التحرير، وقلب الناحية الأولى من المنطقة الثالثة. كنا سعداء بعرض كمية الأسلحة التي غنمناها.
انتقلنا بعد ذلك إلى سحانين، وهي دشرة صغيرة تقع على سفح ربوة قليلة الأشجار، لكنها على مقربة من غابة كثيفة، كنا في شهر أفريل، وفي رمضان الذي بدأ في مستهله، كان أول رمضان نقضيه في الجبل، وكنا من مركزنا نطل على السهل، وجزء من قرية سوق الأحد.
قررنا تسلل فوج صغير من الكومندو إليها لجلب شيء من الأغذية لنا، ولمضيفينا في الدشرة الذين هم في حالة من الفقر المدقع، بحيث لم يكن لديهم ما يقدمون لنا للإفطار. هذه المهمة كلف بها قائد الكتيبة سي أحمد موستاش (7) رفقة خمسة جنود.
وفور ذهاب الفوج تحرك الكومندو ليقترب من القرية، وبعد ساعات من الانتظار لمحنا مجموعتنا الصغيرة في طريق العودة، وهي تقود دواب مثقلة بالمواد الغذائية، ثم عبرت الجسر الممتد على الوادي لتتجه نحونا.
وفي تلك اللحظة ظهرت عربات عسكرية وراءها عند مخرج القرية.. تصدينا لها لمنعها من عبور الجسر، لمتابعة رفاقنا واللحاق بهم، أوقفنا برشاشاتنا الثقيلة المحاولة الأولى، وأعادوا الكرة فأوقفناهم ثانية، دون التمكن من الوصول إلى الجسر، حلقت طائرات "جاڤور" فوقنا وحاولت مهاجمتنا، فأصليناها ببعض زخات، لتعاود الصعود وتختفي، وهكذا عاد رفاقنا إلينا سالمين.
كان لمناوشة سوق الحد أثر كبير على سكان الناحية، ناهيك أن المداح كوخو ألّف قصيدة في تمجيد الكومندو زادت في ذيوع صيته.
كان علينا أن نغادر سحانين مساء نفس اليوم، للقيام بمهمة في الناحية الرابعة (عمرونة) التي كنا غادرناها قبل أيام عقب كمين "ماربو" (كروش، طارق ابن زياد). تلقينا أمرا بالإفطار، وصادف ذلك اليوم السادس من رمضان 1957. وصلنا الطيبابين بالناحية الرابعة بعد ثلاثة مشاوير طويلة. لنعرف موضوع مهمتنا، مهاجمة مركز قيادة قوات كوبيس بزدّين (العطاف، عين الدفلى).
هوامش:
(1) الوقائع الواردة في هذه المساهمة أعددناها بفضل رفاقي في كومندو جمال: الطيب بن تيفور، لخضر إبراهيمي، محمد غول (سليمان)، بن موسى بالحتحات، السعيد بوراي، محمد دايب، أحمد نڤاز، عياش الوناس.
(2) الوطن عدد 29 مايو 2010
(3) لو كوتيديان دوران أعداد 15، 17، 18، 21، 23 أوت 2010 والشروق اليومي أعداد 15، 16، 17، 18، 19 أوت 2010
(4) أنظر خريطة الولاية الرابعة ومناطقها.
(5) كان ينوب الملازم الأول علي خوجة الشهيد مصطفى الأكحل (علي زغداني)، وكان ينوب سيد لخضر رابع زراري المدعو عزالدين.
(6) تقع طارق ابن زياد على الطريق الرابط مابين خميس مليانة وثنية الحد.
(7) اسمه الحقيقي أحمد سلماني، أصيب في عينه أثناء الهجوم على مقر قيادة كوبش، فنقل إلى المغرب للعلاج، بقي بعد الاستقلال في الجيش الوطني الشعبي إلى أن أحيل على المعاش، أقام بعين الدفلى وتوفي هناك.
(❊) وصف الجنرال موريس شال القائد العام للجيش الفرنسي بالجزائر مقاتل جيش التحرير بالعبارات التالية: "رجل متشف صبور جدا، قادر على التنقل بسرعة فائقة، عندما يكون على معرفة جيدة بالناحية التي قاتل بها. سرعته في الجبال تفوق بمرتين أو ثلاث سرعة أفضل عناصرنا، وحتى عندما يقاتل خارج ميدانه فإنه لا يقل شأنا عن أفضل عناصرنا".
ويقول بشأن كتائب جيش التحرير: "تتميز بقلة عددها وبداوة عناصرها ومعرفتها بالأرض، ما يمكنها من الاختفاء بسرعة والاعتصام بنقاط تمركزها الآمنة، بفضل تواطؤ السكان - طوعا أو قسرا- الذين يحرصون على عدم الكشف عنها".
تمت استعادة الوقائع المذكورة ي هذه المساهمة بفضل شهادة رفاقي في كومندو "جمال" أطال الله في عمرهم وهم:
- الطيب بن تيفور
- براهيمي لخضر
- محمد غول سليمان
- بن موسى بلحتحات
- سعيد بوراوي
- محمد دايب هاشمي
- أحمد نقاز
- لوناس عياش