تاريخ الجزائر القـديم
تعتبر الجزائر الدولة الثانية في إفريقيا وفي العالم العربي من حيث المساحة بعد السودان و تتربع الجزائر على أربع أنواع من التضاريس متباينة من ناحية الامتداد و التي تتابع من الشمال إلى الجنوب:
في الشمال، وعلى امتداد ساحل المتوسط، تمتد سهول التل الجزائري بعرض متباين (من 80 إلى 190 كلم) و تحتوي على معظم الأراضي الزراعية.
يأتي بعدها حزام جبلي يحتوي على عدة سلاسل جبلية (الأطلس التلي، الأطلس الصحراوي و مرتفعات الأوراس) تحيط بدورها منطقة شاسعة مرتفعة تعرف بالهضاب العليا تحتوي على أراض شبه قاحلة وبحيرات مالحة (الشطوط) تجمع المياه السطحية (النقطة الدنيا: شط ملغيغ، 40 مترا تحت مستوى سطح البحر).
جنوب الأطلس الصحراوي، تمتد الصحراء الجزائرية التي تمثل لوحدها أكثر من 80 % من المساحة الكلية للجزائر. تتمثل الصحراء في عدة هضاب صخرية و سهول حجرية تتخللها منطقتان رمليتان (العرق الغربي الكير و العرق الشرقي الكبير) و اللتان تمثلان مساحات شاسعة من الهضاب الرملية.
في منطقة الهقار بالقرب من تمنراست (أو تمنغاست بالأمازيغية) تتواجد أعلى قمة في البلاد و هي قمة تاهات.
يسود الجزء الشمالي من الجزائر مناخ البحر الأبيض المتوسط. بينما تتميز الجهات الجنوبية بمناخها الصحراوي الجاف.
أهم و أكبر مدن الجزائر هي الجزائر و هي عاصمة البلاد أيضاً، و من المدن الكبيرة الأخرى وهران و قسنطينة.
من بين الأماكن الأثرية و السياحية في الجزائر ، صنفت 7 منها في قائمة التراث العالمي: آثار قلعة بني حماد، وادي ميزاب، آثار مدينة جْميلة (كويكول باللاتنية)، آثار تيبازة.
ودلت الأحفوريات التي تم العثور عليها في الجزائر (طاسيلي والهقار) على تواجد الإنسان قبل أزيد من 500,000 سنة (العصر الحجري). تطورت حضارات إنسانية بدائية مختلفة في الشمال: حضارة إيبيرية-مغاربية (13،000-8,000 ق.م)
حسبما دلت عليه الآثار التي تم العثور عليها بالقرب من تلمسان، تلتها حضارات قفصية (نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة بتونس-7،500 إلى 4،000 ق.م-) بالقرب من قسنطينية، بالإضافة إلى حضارات أخرى في مناطق متفرقة الصحراء.
لا يعرف بالتحديد الأصول التاريخية للبربر (أو الأمازيغ)، إلا أن الكل يجمع أنهم كانوا من أوائل الشعوب التي استوطنت هذه المناطق.
كان الصيد أهم نشاطاتهم البدائية، ثم تحولوا إلى نشاطي الرعي والزراعة، انتظموا في تجمعات قبلية كبيرة، أطلق عليهم المؤرخون الإغريق تسمية "ليبيون"، وعرفوا عند الرومان باسم "نوميديون" و"موريسيون".
استقر في الجزائر العديد من الشعوب الأخرى على مدى الـ3000 سنة الأخيرة. كان الفينيقيون (1000 قبل الميلاد)، الإغريق ثم الرومان (200 قبل الميلاد) من أهم القادمين الجدد إلى البلاد. أسست إحدى قبائل البربر النوميدية دولة مستقلة قادها الملك ماسينيسا، دامت الدولة قرنا من الزمن حتى مجئ الرومان وخلعهم لآخر ملوكها يوغرطا. أصبحت المملكة جزءا من الإمبراطورية الرومانية.
يمكن التعبير عن تاريخ الجزائر بانه كبير ويمكن اختصاره فى كلمات بالقول فتح المسلمون الجزائر في القرن السابع الميلادي لتعيش عصرها الذهبي وتشارك في انتشار الدعوة الاسلامية في بقية البلدان المجاورة والاقاليم الممتدة في افريقيا ثم تتابعت عليها الممالك والدويلات الى أن دخلت في حماية الدولة العثمانية في القرن السادس عشر الميلادي.
ثم جاء الاحتلال الفرنسي الغاشم عام 1830م وتم تشكيل جبهة التحرير الوطني التي استطاعت بعد سقوط أكثر من مليون شهيد جزائري اجلاء المستعمر الفرنسي عن أراضيها والاستقلال عام 1962م لكن تاريخ الجزائر كبير ونعتقد انه لو ملئنا بحور من الكلمات عن تاريخها لن يكفى و سنحاول الايجاز فى سرد المعلومات .
في سنة 800ق.م. جاء الفينيقيون البحارة التجار من شرق البحر الأبيض المتوسط . واستوطنوا مدينة قرطاج (حاليا بتونس ) مؤسسين دولة شمال أفريقيا .وأثناء القرنين الثاني والثالث ق.م. وقعت مناوشات بين قرطاج وبين روما. و حكمها ماسينسا مابين سنتي203ق.م.و148ق.م. مؤسسا أول مملكة بالجزائر أطلق عليها مملكة نوميديا Numidia.وكان من البربر.
وفي سنة 102 ق.م. خضغت لحكم روما . وكانت تنتج القمح وزيت الزيتون. وأطلق عليها الرومان صومعة قمح روما . وأقيمت الطرق العسكرية ووضعت الحاميات الرومانبة لحماية المدن والسكان من غارات القبائل البدوية . وبعض المدن اصبحت ذات طابع روماني.
ويمكن تشيخص تاريخنا في ثمان مجموعات فيما يلي :
أولا/جيولوجيا:
جبال الأطلس وكتلة جبال نجر في التاسيلي Thassilie في الأصل لا وجود لها في بقية الكرة الأرضية. فهل رحلت بكلكلها من القارات الأخرى ونزحت مع إفريقش إلى الشمال الإفريقي رغم أن التاسيلي نشأت إثر الحركة الهرسينية الأولية في تكوين تضاريس الكرة الأرضية وجبال الأطلس مع الحركة التكتونية التي كونت جبال الألب الأوربية قبل خلق الإنسان أصلا وفصلا.
ثانيا/ جغرافيا :
سميت بلاد الخروف *أوفريك* فكانت إفريقيا AFRIC عند الإغريق. والرومان يعترفون بأنها بلاد الغنم pays des troupeaux ولدينا من السلالات الخاصة بشأن الحيوانات والأشجار والحبوب أنواع. فهل جاءت من اليمن أو من فلسطين مع قتل النبي داوود لجالوت على رواية بروكوب في بني كنعان من الأروديين واليابوسيين والجرجاسيين الأيويين....الخ
سميت كذلك ببلاد ليبيا نسبة للملكة LILYBYE قاتلة السباع وراعية المجتمع ورائعة الجمال والتي استفحل أمرها وشأنها فاشتدت إليها عقول الإغريق ورحال لفينيق.
ثالثا/ تاريخيا:
يعترف الإغريق قديما أن الأمازيغين أحد الشعوب من الواحد والثلاثين شعبا الأقدم في العالم، وأصلهم من قبيلة أوريت AURITES التي ولدت مصرايم أصل القبط وكسلوحيم (فلسطين) وأمازيغ آمون بمصر.
و من الثلاثة وشعب ايجي تكوّن أصل أمة الإغريق. وحين ذاك لا وجود للعرب ولا للعبرانين ضمن السلالات البشرية.
وأكدت ذلك الدراسات العلمية في الولايات المتحدة سنة 1988 بين علوم التاريخ القديم وما قبل التاريخ وعلم الآثار والجغرافية البشرية وخلية ADN وعلم اللسانيات أن أقدم الشعوب فوق الأرض هي 32 شعبا ومنهم الأمازيغ. و لا وجود للعرب والعبرانين فوق المعمورة آنذاك.
رابعا/ الأيكيولوجيا و علم الآثار:
إن آثار الإنسان بالمغرب الأقصى تثبت منذ مليون وسبعة مائة ألف سنة، وأقدم إنسان هو ذلك المكتشف بأديس أبابا بالحبشة ويعني ”بطن أبي“ بالأمازيغية واللغة الجعزية القديمة وهما من أصل واحد مع القبطية وقدمه يقدر بثلاثة ملايين ومائتين وخمسين ألف سنة باعتراف العلماء بذلك وهو المسمى بلوسي LUCY . أما إنسان تيغنيف قرب معسكر فيثبت قدمه بخمسة مائة ألف سنة.
أما أقدم إنسان في الشرق الأوسط فهو إنسان نياندرتال 94ألف سنة، إنسان قفصة باسرائيل ولا وجود لأقدم منه على ألإطلاق في الشرق الأوسط ولا في الأوسط شرقيا. اللهم نظرية واحدة هو مجيء الأمازيغ من اليمن وفلسطين ومن الآراميين ولا تتحدث هذه النظريات الجاهلة إلا على ”البربر“ خروجا من الشرق.
أما بقية الشعوب كلها فهي لذاتها ولبلدانها وفقط وقع النزوح للأمازيغ بين الاستعمار الشرقي الذي يريدنا إسقاطا وإحباطا وانحطاطا مشارقة، وبين التدمير الغربي الذي يريدنا من أروبا انحدارا رغم ثبوت أن الإنسان الأول إن لم نقل آدم هو إفريقي علميا ورياضيا وكيمياويا وجيولوجيا وبيئيا وانطولوجيا وباليولوجيا.
خامسا/ إحصائيا:
عدد سكان إفريقيا زمن يوغرطا يوجرثن في سنة 125 قبل الميلاد حيث أصاب الجراد ضررا بالزراعة فوقع الطاعون وتوفي على إثره 800 ألف نوميدي و200 ألف ليبي و48 ٍٍألف روماني جنوب سيرتا قسنطينة، أي بالأوراس وحدها وذلك حسب المؤرخ اروز OROSE آنذاك. أما الحروب البونيقية الثانية فقد جند ماسينيسا "ماس انسن" 200 ألف جندي وكذا بنفس العدد جند صفاقص (أساف أقس) تعداداته العسكرية في سنة 203 ق.م ألا يكفي أن نقارن عدد هؤلاء تحليلا لمعرفة أن الشرق الأوسط عبارة عن قرية أمام قوة المغرب الكبير (ميــــقــابــوليس). وتكفي رسالة موســى بن نصيــر التي يقــول فيها: إن عدد البربر لا يحصى، هم أكثر من النعم لا تكاد تقضي على أمــة حتـــى تـــرى أمما لا تقف لهم عن نهــاية و ليس لهم غـــاية و لا بداية.
و حيث يقول ابن خلدون عبد الــرحمــان في شأن زنــاتة وقــدمهــا: ''هى مساوقة لأول البرير ولا يعلم مبدأها إلا الله تعالى". ورد على النظريات التي لا تعتمد من اليمنية إلى الفلسطينية بأنها بهتان حيث قال بعد أن تعرض إلى النظريات الزائفة:"والقول الوحيد الذي يعول عليه هو أنهم أبناء أمازيغ بن كنعان بن حام".
ســـادســـا/ عــمرانــيا:
مـــا جــاء فــي عــدد المدن التــي تــحتوي الــكنــائــس فــي بدايــة القرن السادس إلى نهـايته أن قائمة موجودة في كتاب إفريقيا القديمة –ماي 1844-ديرو دولامــال ورفيقه YANOSKY –DUREAU DE LA MALLE –LA CROIX و عددها يربو على 680 مدينة بينما لا يحتوي الشرق أجمع مائة مدينة آنـذاك ولا أوروبا قــاطبة عددها.
أما قرطاج فكانت تسكنها أعداد هائلة تزيد عن المليون نسمة وبـغـاي وطـبنـة وتيـفـست واوطـيقـا كــانــت أقدم من قرطــاج وأمازيغية مــحـصــنة. أمـا اشـــوقـــان فـــمديـــنة تــزيــد عــن عــشرة آلاف سنة ومـــا زالت آثارها قائمة قــرب فــم الطـوب بــآريــس. أما مــكة فكــانت تســمى بــكة وهي أم الـــقرى بالنــص الــقرآني الــواضح فــي زمـــن الرســول صلــى الله عليه و ســلم. ســـابعــا/ حـسب يــوبــا الــثانــي عــند دراسـته وزيـارته لجزر الـكنـاري، وكذا القـديـس اغـسطس بـعد أربعـة قـرون منه أكـد أن اللهــجـات شـأنها شأن العادات و التــقــاليد واللبـاس فإنها مــختلفـة من مـنطقـة لأخرى في الشمال الإفريقـــي وجبــال أدارن أي الأطلسين وأصلها جميعا واحـدة واللهجـات الأمازيغية عددها خمــسة آلاف وتـجمـع أصـلا في ثلاثــة. أكــــابيب في الشمــال، تـــاشلويث الأطلس الصحراوي وتـــامشــاك فـــي الهوقـار وتــاهــات ببلاد الطوارق. ومـرجـع الثـلاثة اللـغـة الأمازيـغيـة الأولى والأصيـلة والأصلية.
ثـامنـا/ استعـمـال الدولة و السلطة للأمازيـغـية عبر القـرون:
أجل، إن عدد الدول الأمازيغية بالشمال الإفريقي يكاد يكون مطلقا، اللهم باستثناء الدولة الأغلبية والإدريسية بتلمسان وفاس و قرطبة.
ذلك ما جعل الأمازيغ كعـادتهـم مـن الفنيـقيــن والرومان والونـدال والبزنطـيـين والعرب والأتراك والفرنسيـين يتخـذون لغـات الاستعمار لغـة لإدارتهم و دواوينـهم وإلى اليـوم.
وزيادة عن ذلـك فإن السلطة في المـذاهب الأربـعة خـارج المدرسة الخـارجـية والأباظية التي تمنـحـهـا لمـستـحـقـيهـا فإن جميـع المذكوريـن يـضعـونهـا بين أيـدي العرب ممـا جـعـل الأمازيغ يتنكـرون لأصلهم الأمـازيــغــي ويدعــون الــعروبة نـسـبا وأصالة ومــا أدراك باللغــــــة.
أمـــا استعمال الأمازيغية استعمالا فإنها نعم كانت موجودة. فمثلا نذكر أن وزارة المالية عند الحفصيين تسمى بأحندوس ووزارة الصحة عند الموحدين كانت تسمى "ايمرستان" وغيرها. أما السلطة الفاعلة والعسكرية والعلمية والثقافية فكانت في مجملها بين أيادي الأمازيغ الأحرار الذين طالما ناشدوا الحرية ولكن لم يدركوا بعد حق المحافظة على استقرارهم واستقلالهم. وكثيرا ما رجعوا إلى النطاق الاستدماري بأياديهم وأنفسهم جهلا أحيانا و تجاهلا في أحيان أخرى.
فموضوعكم موضوع وأنتم للموضوع موضوع وشكرا على محاولتكم وتناولكم لنا ولأرضنا دون معرفة لماهيتنا وكياننا. والعيب في من أجهلنا حقائقنا وأراد سحقنا بحذف الحقائق وتحريف وتزييف العمق بجهل الجوهر وإنكار المظهر ألا وهو الاستعمار البغيض والاستدمار اللإضمحلال الحكم الروماني
ولما إضمحلت روما عسكريا وسياسيا إنسحبت من الجزائر في القرن الثالث ميلادي عندما ظهرت حركة مذهب الدوناتية علي يد القديس الجزائري سانت أوجستين في القرنين الرابع والخامس وهو عبارة عن هرطقة مسيحية . إستولت قبائل الفندال الجرمانيون في القرن الخامس وطردهم البيزنطيون بعد قرن أيام الإمبراطور قسطنطين الذي كان يحلم بإستعادة مجد روما.