بِحلولِ هذا اليومِ التاريخِيِّ / الأول من شهرِ نوفمبر ، تعودُ الذكرى الخالدة لاندلاعِ الثورةِ الجزائرية التحريرية المُباركة عام / ألفٍ و تسعمائةٍ و أربعةٍ و خمسينَ للميلادْ ..
فلي الشرفُ العظيمُ أن أقدم بهذهِ المناسبةِ العزيزةِ على كلِّ جزائريٍ و عربي ، أبياتاً تمجِّدُها و تبيِّنُ الكفاحَ المريرَ و العصيبَ الذي قامَ بهِ أجدادُنا لإخراجِ الإستدمارِ البغيضْ ، إلى أن منَّ الله - عزَّ و جل - على أرضنا الطيِّبة بالإستقلالِ و استرجاعِ السِيادةِ المسلوبة ، فلهُ الحمدُ في الأولى و الآخرة و لهُ الحمدُ على كلِّ شيءْ ..
[align=center]مَنْ غيرُ المَنَّانِ يُعطِي بِلا حُسْبانِ=من غيرُ الرَّحمنِ يُدْعى بِلا نُكْرانِ
مَنْ غيرُهُ تَحْمَدُ جُودَهُ كُلُّ جارِحَةٍ=وَ الكَائِناتُ في كُلِّ قُطْرٍ وَ أزْمانِ
إنَّ لِلْجَزائِرِ مِنْ رَبِّها مِنَّةٌ=ذاتُ فَضَائِلٍ ثقيلَةٌ في المِيزانِ
بَعْدَ الإسْتِسْلامِ لِلإلهِ الأعلى=وَ الإنْقِيادُ لهُ بِالطَّاعِةِ و الإيمانِ
إسْتِقْلالٌ نالَتْهُ بِحَقٍ بَعْدما=قاسَتْ و أُلْبِسَتْ ثَوْباً مِنَ الأحْزانِ
تبًّا لِمُسْتَعْمِرٍ أذاقَ أبْنائَها=ذُلاًّ وَ وَيْلاتٍ تَتْرى بِالأطْنانِ
دَنَّسَ فيها كُلَّ طاهِرٍ وَ مُقَدِّسٍ=مِنْ عِرْضٍ و أرْضٍ و خالِصِ الأدْيانِ
أرْوى ظَمَأَهُمْ بِكُؤوسٍ مِنْ مَهانَةٍ=أُسْقُوها كُرْهاً وَ غَصْباً بِالإمْعانِ
غذَّى جُسُومَهُمْ بِعذابٍ مُسَلَّطٍ=نَوَّعَ صُنُوفَهُ بِالتَّنْكيلِ وَ الطُّغْيانِ
لمْ يَسْلَمْ مِنْ لَظى نارِهِ بَشَرٌ وَ لاَ=دورٌ بِما حَوَتْ وَ لاَ مُرُوجُ الرَّيْحانِ
لمْ يَرْعى حُرْمَةً لَهُمْ وَ لأمْلاكِهِمْ=بلْ لمْ يجْعَلْهُمْ أبداً في الحُسْبانِ
ضَرْبٌ بِلا رَحْمَةٍ في القُلوبِ وَ قَلْعٌ=بِالكَلاَلِيبِ لِلأظَافِرِ وَ الأسْنانِ
قَتْلٌ و جَلْدٌ وَ اغْتِصابٌ لِلْعَذَارى=وَ التَّحْريقُ بِالكَهْرَباءِ و النِّيرانِ
أيُّ مُتْعَةٍ في قَتْلِ الجَنينِ رِهاناً=مِنْ أجْلِ قارُورَةِ خَمْرٍ أوْ دُخَّانِ ؟!!!
أيُّ أرْواحٍ تَحْويها أجْسادُهُمْ=تَعْشَقُ التَّقْتيلَ ، تَتَلَهَّى بِالإنْسانِ
تَدْميرٌ لِلْقُرى وَ حَرْقٌ لِلأراضِي=عَزْلٌ بِخُطوطِ أسْلاكٍ عَنِ الجِيرانِ
حَضْرُالتَّجَوُّلِ بِالحِصارِ وَ قَبْلَهُ=سَجْنٌ وَ نَفْيٌ بِالتَّرْحيلِ و الهُجْرانِ
طالَتْ مَعَهُ لَيالِي الظُّلْمِ بِالمَآسِي=وَ العالَمُ لمْ يَأْبَهْ بِهِمْ كَالوَسْنانِ
نالَتْ مِنْهُمُ القَسْوَةُ مَنالَها فما=عادُوا يُطيقُونَ صَبْراً بُؤْسَ الحِرْمانِ
أيْقَنُوا بَعْدَها أنَّ مَنْ دَخَلَ عُنْوَةً=لا يَخْرُجُ إلاَّ بِالطجَّرْدِ وَ البُعْدانِ
فانْتَفَضُوا بِصَرَخاتٍ دَوَّتْ ثَكَنَاتِهِ=وَ انْفَجَرُوا فَوْقَ الهاماتِ كَالبُرْكانِ
إذْ لَهُمْ عِبْرَةٌ فِي سَلَفِهِمْ قَديماً=ما انْتَصَرُوا إلاَّ جِهاداً بِالسِّنانِ
مِنْ قَبْلِهِ إيمانٌ باللهِ راسِخٌ=وَ التَّوَكُّلُ بِإخْلاصٍ على الرَّحْمنِ
رَتَّبُوا أُمورَهُمْ وَ نَظَّمُوا صُفُوفَهُمْ=فاسْتَخْرَجُوا جَيْشاً مُتَكَامِلَ الفُرْسانِ
وَ اهْتَزَّتْ زَلازِلٌ في الشَّمالِ حتَّى=عمَّتِ الصَّحْراءَ وَ مَنْطِقَةَ الزِّيبانِ
وَ انْتَزَعُوا كَلَّ قَيْدٍ غُلُّوا بِهِ قَهْراً=كانَ شِعاراً لِحِقْدِ حامِلِ الصُّلْبانِ
قَدَّمُوا خِلاَلَ كِفَاحِهِمْ كُلُّ مُنْفِسٍ=مِنْ أنْفُسِهِمْ وَ الأمْوالِ وَ الأبْدانِ
حارَتْ فيهِمْ فِرَنْسا فَلَمْ تَكُنْ تَدْري=أنَّ هُناكَ رِجالاً بِقُوَّةِ الشُّجْعانِ
لمْ يُخَيِّبْ رَبُّهُمْ سَعْيَهُمْ لِتَأتِي=حُرِّيَّةٌ تَسْعَى إلَيْهِمْ بِالإذْعانِ
جاءَ بِها نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ بِمَعُونَةٍ=مِنْ رَبِّنا النَّصيرِ النَّاصِرِ المِعْوانِ
هلْ عَرَفْنا حَقَّها شُكْراً وَ ثَناءً=أوْ قَدَّرْنا لها قَدْراً بِلا نِسْيانِ
أوْ تَرَحَّمْنا على منْ كانَ هَمُّهُمْ=إعْلاءُ الحَقِّ فَوْقَ الكُفْرِ و العِصْيانِ
يَأْمَلُونَ في عَيْشٍ رَخِيٍّ لِذَويهِمُ=في الجَزَائِرِ بِالرُّقِيِّ بَيْنَ البُلْدانِ
فَلْنُقَدِّمْ لَهُمْ تَحِيَّةً مُبارَكَةً=وَ لْنَحْذُوَا حَذْوَهُمْ قُدُماً ، يا إخواني[/align]
× .. بِــ قَ ـــلَـمِـي .. {