السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احببت أن اشاركـ بمنتدى الجلفة ..
بموضوع بسيط عن ثورة الجزائر .
لم تكن ثورة الجزائر التحريرية التي انطلقت في الاول من تشرين الثاني 1954 ثورة عادية كبقية الثورات التي سادت المنطقة العربية كتونس والمغرب خاصة والعالم عامة ..
وذلك بسبب العقلية الاستعمارية الفرنسية انذاك والتي كانت قد اعلنت منذ احتلالها للجزائر عام 1830 ان الجزائر جزء لا يتجزأ من الاراضي الفرنسية يحكمها فرنسي
عقلية متزمتة شجعت الهجرة الاوربية الي الجزائر وفتحت ابواب الهجرة بالذات امام الفرنسيين للجزائر ..
حتي بلغ عدد المهاجرين عند استقلال الجزائر حوالي مليوني مهاجر فرنسي
كما قامت السلطة الاستعمارية الفرنسية انذاك بمصادرة املاك العرب الجزائريين لصالح المهاجرين وخاصة الاراضي الزراعية والتي تقدر بحوالي ثلاثة ملايين هكتار من اجود الاراضي الزراعية ..
وقامت السلطات الاستعمارية الفرنسية ببناء قري فيها اشبه بالمستوطنات الصهيونية في الاراضي الفلسطينة
حيث تم بناء اكثر من خمسين قرية خلال الاعوام 1853 ــ 1859
وقد أجبرت السلطات الاستعمارية المواطنين الجزائريين التنازل عن اراضيهم للفرنسيين ..
اضافة الي منعهم تدريس الدين واللغة العربية في المدارس ..
كما صادرت جميع الاوقاف التابعة للشؤون الدينية وذلك بهدف القضاء علي الشخصية الجزائرية العربية الاسلامية.
ليس هذا فقط .. بل تعدى إلى إبادة القري والقبائل وحرق البيوت والتمثيل بالموتي والإجهاز علي الجرحي .. والفتك بالأطفال والشيوخ والنساء .. والإتجار بأعضائهم المبتورة ..
الا ان الشعب الجزائري استطاع بالرغم من كل تلك الاساليب الاستعمارية الارهابية ان يحافظ علي دينه ولغته بجميع الوسائل وان يحافظ علي شخصيته العربية والاسلامية رافضا الاندماج في المجتمع الفرنسي.
ونتيجة لكل ذلك فقد تداعي عدد من المجاهدين وقرروا القيام بثورة مسلحة باعتبارها الطريق الافضل لنيل الحرية والاستقلال بعد ان فشلت جميع المحاولات السلمية.
لذلك وجدوا ان الوقت قد حان لجمع المجاهدين الاحرار المؤمنين بالثورة المسلحة واعطاء الاشارة الخضراء لتعم الثورة التحررية ارجاء الوطن الجزائري ..
عموما شجعهم في ذلك الثورة المسلحة التي عم لهيبها تونس والمغرب ضد الاستعمار الفرنسي
كما كان للثورة الفيتنامية التي لقنت الاستعمار الفرنسي درسا قاسيا في معركة (ديان بيان فو) عام 1954
وانطلاق الثورة المصرية بقيادة الرئيس عبد الناصر الذي قدم دعما غير محدود للثورة الجزائرية ..
وفتح مكاتب لجبهة التحرير الوطني الجزائري في القاهرة وفي حميع الاقطار العربية وخاصة في بغداد ..
مهمتها سياسية وعسكرية تقوم بجمع السلاح من هذه الدول وارساله الي الجزائر.
وقد استطاع الثوار الجزائريون اقناع العالم بانهم غير متعصبين وانهم علي استعداد للتفاوض من اجل حرية واستقلال بلادهم وان الثورة لن ترضي بغير ذلك بديلا
إن ما قام به الشعب الجزائري من نضال ومقاومة حتى دحر الاحتلال الفرنسي خير مثال علي أنه لا يضيع حق وراءه مطالب خاصة مع هذا الاستعمار الغاشم ..
]فهنئياً لهم .. عزيمتهم وقوة إرادتهم .. وهنيئاً للجزائر إرتواءهم بدم المليون شهيد
الكلمة الاخيرة
.
إن الأمة العربية في حاجة الآن إلي استعادة روح الثورة الجزائرية «ثورة المليون شهيد»
وذلك بهدف التخلص من الواقع الاستعماري الحالي علي يد أمريكا وإسرائيل ..